مميزات رمضان:
الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.
بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، أتى بالإسلام، خير من صلى وصام، وطاف بالبيت الحرام، وبنى دولة الإسلام، وكسر دولة الأصنام.
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام ********* يا حبيباً زارنا في كل عام
قد لقيناك بحب مفعم ********* كل حب في سوى المولى حرام
فاغفر اللهم ربي ذنبنا ********* ثم زدنا من عطاياك الجسام
لا تعاقبنا فقد عاقبنا ********* قلق أسهرنا جنح الظلام
1- محاسبة النفس على عام انصرم، لا ندري ما الذي فعل به، إما حسنة سجلت في ميزان الحسنات، أو سيئة كتبت في ميزان السيئات.
2- تذكر لقاء الله عز وجل، والإعداد لذاك اليوم العظيم الذي تتفطر له القلوب من رعبه وخوفه.
3- اغتنام هذه النفحة الربانية، والعطية الإلهية، التي قد لا تعود على الإنسان مرة ثانية.
4- الإكثار من الطاعات والمسارعة في الأعمال الصالحات.
5- التخلي عن العادات الجاهلية والمخالفات الشرعية.
6- جَدْوَل المسلم في شهر رمضان، كيف يقضي شهر رمضان؟
7- شذرات وقطوف مع محمد عليه الصلاة والسلام في بستانه وروضه.
من زار بابك لم تبرح جوارحه تروي أحاديث ما أوليت من منن
فالعين عن قرة والكف عن صلة والقلب عن جابر والسمع عن حسن
أيها المسلمون! أطل عليكم شهر مبارك، وهو فرصة ثمينة لا تقدر بالأموال، بشر به رسول الهدى عليه الصلاة والسلام، وهتفت له قلوب الموحدين، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنان، وغلِّقت أبواب النيران، وصفدت الشياطين).
إذا جاء رمضان تهيأت جنة الرحمن للطائعين.
إذا جاء رمضان أغلقت أبواب النار ليتوب العصاة.
إذا جاء رمضان صفدت مردة الشياطين، فلا يغوون عباد الله.
فرمضان له مميزات عند المسلمين:
نزول القرآن في رمضان:
أولها: أن هذا القرآن العظيم الذي بأيدينا -وهو الوثيقة الربانية التي فضحت أدمغة البشر- نزل في رمضان، نزل مرة واحدة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في رمضان.
هذا القرآن الذي وقف أساطين الدنيا وهم يتحدثون عن معجزاته، فتاهوا ومزقوا وسحقوا.
الشيوعية المنهارة عمرها اثنتان وسبعون سنة، أما القرآن فعمره ما يقارب ألفاً وخمسمائة سنة، وهو يزداد نوراً ويزداد عمقاً وأصالة:
سمعتك يا قرآن والليل واجـم ********* سريت تهز الكون سبحان من أسرى
والقرآن أنزل في رمضان، قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185].
رمضان شهر التقوى:
الأمر الثاني: أن رمضان شهر للتقوى، فالنفس تذوب في رمضان وتكف جماح المعصية، وتلجم العين، وتنكسر الأذن، فلا تسمع الخنا، فالأعواد والموسيقى تسكت في رمضان ليتكلم القرآن، والبيوت تؤسس على نقاء في رمضان، والأكباد تجوع وتظمأ للسلسبيل الذي يشربه الصائمون إن شاء الله.
يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183] فالسر في رمضان أنه تقوى، وأنه يثمر الخشية في قلب المسلم، وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يا معشر الشباب! -وإنما وجه الخطاب للشباب؛ لأنهم أهل الثوب القشيب وأهل القلوب الحية، وأهل الطاقة الكامنة التي إن وجهتها إلى الطاعة أفادت، وإلى المعصية عربدت- يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء} ووجاء: أشبه بالخصاء، لأنه يذوب معه البطن والكبد فلا تبقى نوازع الشر؛ لأن نوازع الشر في الدم، والشيطان يجري في الإنسان مجرى الدم، والدم إنما يغذى بالطعام والشراب، ولا يقلص الطعام والشراب إلا الصيام.
رمضان شهر التوبة:
أيها الإخوة! ومن مميزات رمضان أيضاً: أنه شهر للتوبة فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {رمضان إلى رمضان والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينها إذا اجتنبت الكبائر}.